بعينيهِ قال الكثيرَ الكثيرْ.

فأوجسَ منهُ الأميرُ،

وقالَ:
بماذا تُلَوّحُ ؟

قالَ:
كلامُ الصعاليكِ ليسَ يُعادُ.

على أيِّ جنبيكَ كنتَ تنامْ ؟

وأيُّ الصباحاتِ كنتَ تُطَرّزُ ؟

حين تفتّحَ في شفتيكَ الكلامْ.

فرّغَ البُندُقيّةَ
في صدرِ تلكَ الحمامةِ،

ليسَ ليقتلَها ..

إنّما كان يُؤْلِمُهُ أن تطيرْ.

في قمّةِ ذاكَ الطّودِ

وفوقَ الغيمِ بشبرينِ

أكادُ أرى كفّيها تنزلقانْ،

فهل تمكُثُ حتى أُدرِكَها …؟

أعدى الأعداءِ

صديقٌ لا تَعْرِفُهُ ..

أُمّيٌّ من لا يقرأُ مرآتهْ.

لا توقظهُ الساعةُ

من لا يعرفُ طعمَ النّومْ.

هاتِ يديكَ

رضيتُ بنصفِ الحُبِّ
ونصفِ الموتْ.

هو يلهثُ كالكلبِ بدفترهِ

ويُفتّشُ من كل زوايا القاعةِ

فالشاعرُ،

لن يقرأ هذي الليلةَ شعراً.

في رأسِ السّنةِ الميلاديّةِ جِنّيّةْ

عيناها مُطْفأتانْ

ولها ثغرٌ كالحانةِ
لا يتثاءَبُ،
إلا لدخولِ العامِ الآتي ..

وخروجِ الشّعبِ السّكرانْ.